الثلاثاء، 24 مايو 2016

تغيّر محيّر في طور تطور


 
 
يبدو أن الرحلة كانت أقصر مما اعتقد سوف تقلع الرحلة.. لم يعد شيئاً يجبرنا على البقاء.. وكذلك لا شيئاً يحثنا على المغادرة.. مغادرة من نوع مختلف.. مغادرة ترصد الهدف.. رحيل إلى الأمام.. رحيل سافر ساهر الليل.. من بين أعين الحيارى...
 
توقف.. توقف.. عن ممارسة الروتين.. وأربأ بنفسك عن الفعل المشين...
 
هي النهاية، كما البداية .. غرابة .. أو .. كآبة .. حسن خاتمة.. أو سوء منقلب.. والرجاء أمل الصابر.. وحبل التمني.. .
 
تجاهل.. مما يقولون وما يولولون.. انظر إلى ما يخفون.. وما خلف الجفون.. شاهد بعين باصرة .. ألم يعتصر !.. أم دمع مستعار ؟.. أم بربره لتبرير ما يشاهد !؟.. ومن حينئذ الشاهد !.. فلكل تعريض من هذا بوادر..
 
نحط الرحال إلى الرمال.. لا نريد الرخيص الذي تذروه الرياح.. فلقد امتلأت منه آذان وأنوف وأفواه الوالدان.. !. 
نذهب.. نحو الرمل المذهب.. والحجر الكريم المبلط.. نقطنها بإحساس كائن حي غير متبلد.. ليس الأهم المكان.. ربما الزمان يتبنى الموقف.. إننا ننشد انعكاس المكان على الذات والتغير المحيط بالعقل المنير..
 
أسرع.. هب.. لمعالي الأمور .. ولا تتسارع نحو الرقود بنفس المكان الذي أمس .. فلتتجه معتدلاً بالنهوض صوب الجديد المستجد.. والقديم المتجدد.. بلسان اللين وحال الخلق الكريم.. وباعد بالمشرقين عن السخرية والتشفي..
 
همهمات التغيير لا تتحقق في تنعل اليمن فردة الشمال.. ولا في قلب الرداء بغير الاستسقاء.. إن الملبوسات العربية غربية الصنع.. ولا مؤامرة أو خيانة أو شيء من هذا.. إن هذا ترك الحمل للجمل .. ولأن البغل مهجن.. يُجمّل ليكن لعبة وأضحوكة.. ومتاع زمان ..!
 
"هيه هيه يا خُناس" .. يا أجناس.. أستعيذ برب الناس من الوسواس الخناس.. أن تُظن بي الظنون.. فلا أعتقد أن الاهتمام سيوصلني بأبعد من (بلغ الغمام) من قبل من يصفقون لأجل المتحدث ولو كان محدث.. ولا أيضا التجاهل من قبل جاهل ينقصني قدراً أو يزيده فخراً..
 
ليست الردود (القيل والقال) مطمعاً ولا للبطن مطعماً .. إن قالوا سلام السنة رددت بالواجب .. وإن غفلوا عن ما أُوجب .. فأنا أعرف ما يستوجب ..
 
أيها الوعاظ: ما هنا ليس فيه هناء .. ولا صف كلام ورصف حروف.. باستخدام البلاغة (والبلاهة) -إن أضمرها من يضمر غير ما يظهر- .. ليس يضيرني شيء إن اعتبرني البعض صفراً أينما حل موقعه.. فأنا ذات (تحترم كل الذوات) خارج لعبة الرموز..
 
وإن كانت الرمزية حاضرة وفي القول بادية.. فهي واضحة .. وفي الغموض أحياناً وضوح.. وغالباً ما يغالبنا الشك والريب...
 في الحال.. ينبري سؤال الفرض والإحياء العمد.. متى نمتطي صهوة اليقين ؟!
 
 

خلجات نفس وهمسات حس، تسللت بتصرف من مستيقظ حالم، يناشد الواقع بوقائع ليتها تعطف أو تنعطف نحو طريق مستقيم.