الأحد، 2 يونيو 2024

حميد السجايا

 


تلقيت اليوم نبأ وفاة (معلّم المشويات)، فارق الدنيا قبل ستة أشهر.. لا أتذكر اسمه جيداً ولا أعرف جنسيته بالتحديد، كان قصيراً ممتلئاً بعض الشيء، ذو شارب معقوف محفوف دائماً.. لطيف المعشر، وسمح البيع، كريماً في الطلبات الجانبية والسلطات.. تذكرت شريط الأزمنة الذي دار بذاكرتي في اللحظة. 

ما أرخص الأيام التي تبتلع كل شيء! ولا تُبقي ذكرى واحدة لمن نختلف معهم في رأي أو موقف في حياتنا الاجتماعية والعملية.. 

‏كان ذاكرة "المحل" لزبائنه، مضيافاً.. بالطبع لم يُقدّم شيئاً بالمجان سوى لطفه وتباسطه الذي كلفنا -أنا وغيري- ثمن تذكّره، باهضاً!

‏كم الذين يعيشون بيننا على الهامش، وهم يدونون عناوين الأوقات! 

ثم تلتهمهم الأيام، ونكتشف غياب السطر العريض، الذي شاغلتنا عنه العجلة وعدم التروي وثقة الاستمرار.. 

‏رحم الله (حميد) ومن سار على دربه.. ومن يعاشر أمثاله بما يستحق، ومن يتذكّره "والذكرى تؤرّقه".

حميد السجايا

  تلقيت اليوم نبأ وفاة (معلّم المشويات)، فارق الدنيا قبل ستة أشهر.. لا أتذكر اسمه جيداً ولا أعرف جنسيته بالتحديد، كان قصيراً ممتلئاً بعض الش...