الأربعاء، 12 أبريل 2017

وإنا على فراقك لمحزونون





يصافح حرفي حرفي ذاك يُبكيه وذاك يُعزيه وذاك يواسيه وذاك يرحل به إلى قوافل الراحلين.. 
أتت الفرقة فجر الجمعة ففاضت العيون بذاكرة الصور الممتلئة نبلاً ووفاءً.. من جانب …
ومن جانب آخر.. تباً لقلبٍ لا يرق حين الفراق !. 

الدموع لا تعني بأي حال المفقود، هي عيون الفاقدين اشتاقت لقسمات ذلك الميت، فذابت لتبلغ الفم بحلاوة الصور العالقة في الذاكرة.

كلما فقدت عزيزاً مات جزءاً منك..
‏شيئاً فشيئاً ثم تموت كلك.. 

الموت آتٍ لا محالة.. من يعقل !
لا تظن أنك في مأمن بين الجموع، يوم تودع ويوم مُوِّدع 
ذاك يحن وذاك يجن أسًى وحزناً.. 
في شباط كانت أشواط من الحزن المصفى في معلاة أم القرى ..
أحبب قريبك، فأنت تحمل جيناته الموروثة في أعلى جبينك وأخمص قدميك..

عند الفراق.. جاءت دموع الشتاء حارقة ! 
ستبكي على الفقد والألم ، ستبكي على الذكرى .. على صدى الضحكات .. وسلاسل الذكريات .. ستبكي على الهيئة واللمّة .. وفيض الحنان ..
الخال قطعة من الأم والخال أب .. الخال درع بالجنب وسهم إذا ما اشتدّ الكرب..
ستنعى الزمان والمكان.. ستحب الفقيد بعد أن فُقِد أكثر وأكثر.. . 

مات في ريعان جماله.. (لم يثقل على أخ ولا على ابن عم ولم يثقل حتى على ابن أخت).
فالكرام يمروا خفافا.. مات في فتوة رشده .. 
هكذا هم ‏الطيبون لا يُعمرون ..
‏كالأزهار والورود والمطر..
‏يصنعون الذكريات الجميلة ويرحلون … ويرحلون !! 
مات .. وكل الذي نجنيه؛ فقد ودمع وحزن !.

‏في زحمة الإنشغال … تفقد محب وقدير !! لا يستأذنك ، فتكفكف جراحك بين قلب يتقطّع ودمعٍ يتقطّر وعقل شارد بالفاجعة ..
نحن الذين نلهو عن بعضنا وقت حياتنا ونسكب غزير الدموع عند الرحيل.
– وما الدمع غير حسفاً تقطّر على هيئة دموع .. 
‏الفقد يُعلِّمنا بالحفاظ على المتبقي من أنفسنا (ولو كان ركام).. وينبؤنا أن لا نتعلّق بأحد ”ولكننا بشر نألف ونتآلف ونؤلف“.. .
وتدمع العين على فراق حبيبها… وَيْل لكل عين لا تدمعُ !!


مع كل بلاء حزنٍ نكتشف بأننا:
صغار على الفراق، لدرجة البكاء ..
‏كبار على الدموع، لحد الإختفاء ..

ستظل ذكرى للعقل وحباً في القلب ودمعاً للعين وطيفاً جميلاً.. ما حييت.. ما حييت.. ومن مثلي كيف ينسى؟ كيف ينسى؟ 




– تاريخ تدوين هذا الحزن:
24 / فبراير- شباط / 2017 م
27 / جمادى الأولى 5 / 1438 هـ 
‏“إن العين لتدمع.. وإن القلب ليحزن.. وإنا على فراقك لمحزونون“.
إلى جنات الخلد يا أبو تركي رحمك الله رحمة واسعة.

رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...