الثلاثاء، 27 يوليو 2021

التشويح بوصفة الطبيب!




أفكارنا ومعارفنا وخبراتنا لم تُصلح أحوالنا كما يجب، كما نريد على الأقل! 

والتشويح بآرائنا كلما هبت رياح رغي ودفء قعود من شاكلة قِيل وقال تحت ظِلال من سبقونا، سقائف كانت أو سُقُف.. لا يُغير أصل المسألة، ماذا كسبنا؟ وماذا وهبنا؟ وماذا لدينا؟ 

ليست إلا جلوسًا في قيض الرمال وتمني ركام السحب تُخفف وطء الهجير. 



سأنتقل للتصريح بدلاً عن التلميح، وبالمثال يتضح المقال؛ من السهل جداً أن يقول متقولاً في سوق السمك، مثلاً: ❝على الدول العظمى مراجعة سياساتها في الشرق الأوسط.. وإلا علينا وعلى أعدائنا!❞ 

لاحظ هنا، الدول العظمى لم تستمع لتهديده المزلزل عوضاً بأن الشرق الأوسط لم يؤيده من الأساس ولم يُلقي برأيه المنسوخ أصلاً بين أيديهم خلافًا بأن قومه لم ينصبوه للحديث نيابة عنهم، مع الاتفاق شكلاً ومضموناً بأنه لا يفقه شيئاً. -ولو كان يفقه ما ذكر شاكلة هذا الكلام في غير سوقه-.


ما أكثر هؤلاء الذين يحاولون إصلاح الخلل في غير مكانه، توجيه اللوم لدائرة ما، للتخطيط، للوزارات، للسياسات، للدول المدججة بالخبراء والمستشارين.. وليس معنى ذلك أن هؤلاء لا يخطئون! ولا يعني أيضاً ألا يكون هناك خللاً ونحوه يسدده المستفيد أو العميل أو المواطن بالنقد أو الشكوى للجهة هذه وتلك (ليس هذا المجال الذي عليه القصد) أو يردم هوّته التقدم والتطور اللاحق.. . 

بل إنّ الجلوس على فوهة اتخاذ القرارات في ظروف لا تعلمها ومراعاة لأمور لا تحيط بها خُبرا وعلاقات لا ترقى إليها وفوائد لم تنتظرها ودرء أخطار لا تعلمها يا رعاك الله أنت في غنى عنها. 


وإنما يكون توجيه الانتقاد، الرأي، الرفض، وأية أمور أخرى.. في مجراها الطبيعي، ليكن البلاغ والبلوغ.. .


في العموم سيتحدث الناس بين شد وجذب مهما بلغ الأمر، ومن الطبيعي جداً تبادل الأحاديث في الميادين وأماكن الاجتماع... (ليست هذه المشكلة بتاتاً، وهي من الحراك البشري المُعتاد). 

لكن من يعتقد بأنّ لديه وصفة الطبيب نادر الوصف، الذي قد لا يتكرر إلا كل مائة عام مرة، وخارطة السير التي رسمها لهذه القرية أو المدينة أو العالم وينبغي أن يسيروا عليها لضمان النجاة وإلّا سوء المصير ينتظرهم على أحر من الجمر، عليه أن يعمل بكده في عمل أو عملٍ إضافي، يدر عليه من خيرات الأرض ليتحرّك فاه بما يملأ جوفه، فعقول الناس لا يحركها إلا من يعرف عواقبها وآذانهم لا تستمع للفارغين الذين يقتلون فراغهم على حساب إدماء أحلام الآخرين وتطلعاتهم، ويمضون إلى احتلاب الأماني، لعلها تمطر تيجاناً من أوهامهم على رؤوسهم؛ لتؤكد ما يروّجون له مِنْ فهمٍ سقيم لم يُصلح حالهم في المقام الأول.



رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...