الأحد، 31 مايو 2020

التكاثر في القرن القادم



التواصل القادم.. صوري !‬
‫أن تلتقي بإنسان على أريكة مُقابلة، ذلك من حكايا العصور الموغلة في القِدم.. ‬
‫رواية ربما تحكيها العصور القادمة ! ‬
ربما يناقش العلماء مسألة بقاء النوع البشري وحفظه من الانقراض أمام المد الوبائي.. 
ربما يمتلكن النساء زمام هذا النوع من المبادرة من خلال حُقن وأنابيب ..، ويسدلن الستار على نظام الرجال البائد، ويكن لهن القوامة الكاملة اسماً ومعنى؛ لمن يدفع أكثر، ممن يريد لشجرة عائلة أن تمتد إلى أبعد مدى، لتصل إلى زمن لاحق.. 
أو ربما عن طريق رحمٍ صناعي يتم فيه الحمل ونمو الجنين، في الإصدار الحديث من البشر، عن طريق ذبذبات واشارات باتصالات الجيل العشرين (20G)، يختار الذكور والإناث من الأجنة ما يحقق رغباتهم ..
حتى نصل للتربية والتنشئة في حضانات مُدعّمة بالذكاء الاصطناعي، وينتقل من طور إلى طور.. إلى أن يصبح إنساناً كامل البناء... ويكوّن حينها صداقاته عن نحو تقني متطور. 
لا أعلم، ما إذا كان ذلك سيحدث في المستقبل؟، أو هو جنون، هلع، أم هي لوثة أصابت التفكير من فيروس (كوفيد 19، كورونا) الذي انطلق من الصين وغزا العالم كله في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين.

الجمعة، 29 مايو 2020

عرب كورونا..

 عرب كورونا.. ابن مشعان ومطلق ومعيض


    مقاطعة العلاقات بعمومها التي حدثت في عهد ⁧‫كورونا‬⁩ من المفترض أن تعيد الأمور إلى نصابها، ونبدو لبعضنا كغرباء.. ‬ونعود نتعرّف على بعضنا من جديد، على الأقل الذي حدث معه توتراً في الفترة السابقة وتصبح: (صافية لبن، حليب يا قشطة)! 
وأمنعونا من قصة؛ هذا معدال لي (معدالي) وهذا معدال لك (معدالك) والوعد عند ابن مشعان، ففي الدولة مراكز شرط ونيابة ومحاكم مهيأة لفك اليدين من الحلوق! ثم أيضاً .. تلك أشياء تتنافى مع المدنية الحديثة، وتستجلب حركات عدائية سابقة في عهد سابق مناهضة لحركة السلام الاجتماعية التي ينبغي أن تسود، حتى نصل إلى داحس والغبراء، ثم من يطفئ نار الثأر إذا هاج وسط العربان، والله ثم والله إن المسألة عويصة! 
الكثير منا أعتزل وانعزل حتى وصلنا من الوسوسة نجيد عمل دورين ومشهدين مختلفين لممثلٍ واحد بإتقان تام، كتلك التي نراها في الأعمال الدرامية التي يكون البطل فيها مُنتجاً!
فرِئَة المساحة المتاحة لم تعد تتسع لصبر أيوب، من قِبل الناس ومن الجهات الحكومية وحتى الخاصة ذات العلاقة التي أبلت بلاءً حسنا ..

    مهم، مهم جداً: أن لا نعود نسأل بعضنا تلك الأسئلة المباشرة ذات الطابع السيامي باللقافة والتطفل، ما أسمك؟ ‬كم عمرك؟ ماذا تشجع؟ أين تسكن؟ من أي مدينة؟ كم راتبك؟ متزوج؟ زوجتك تقرب لك؟ لديك أولاد؟ مستأجر أم مالك؟ ما صلة القرابة بينك وبين مدير الإدارة؟ أو من طرف الجماعة؟ 
تلك استجوابات محقق، وبعضها حتى المحقق في قضية جنائية لا يسألها في اللقاء الأول.
الود لا يأتي جوابًا بالمباشرة، الود وكل الإجابات تجيء مع الأيام، مع المعاشرة يا كرام! 
دعونا نتسم باللطافة، باللياقة المناسبة، بترك الناس وشؤنهم، قبل أنّ نعقّب على أفعالهم أو أقوالهم نتذكّر هذا القول ونُردده بين بيننا: ليس لي علاقة في ذلك، هم وشأنهم! 
وإن سألنا، لعلنا نستفهم بعبارات رشيقة تلك التي على هيئة (الكاجول) الرسمية وروح التحضر!
هل أتيتم إلى هنا من أجل العمل أم سياحة؟ ما المَعْلم الرئيس في هذه البلدة؟ هل لك سابق معرفة برئيس البلدية الوقور ذاك؟ أم المسألة لا تتعدى تشابه أسماء؟ 
فمرحلة الاغتراب واحتباس الحشرية في زمن الوباء من المفترض أنها طوقتنا بانسداد تام لكل مسام التدخل فيما لا يعنيننا! ومن المفترض أيضا أن يُرافقها نوع من الرقي العام. 

ومهم جداً كذلك، ألا نعود لقصص فنجانك غير مشروب بين المتخاصمين، وعلى شيخ العشيرة أن يتقبلها بكل روح رياضية، والذي لا يريد الفنجان يأتي له بكأس العصير أو البوظة بنكهاتها المتعددة (الآيس كريم)، ومن يريد مقاطعة الحفلات بدعوى أنهم لم يمتدحوه في شيلة صاخبة...!، على الشيخ أن يأتي له بالطبلة والرقاصة وشغل السينما وثلاثي الأبعاد الحديث.. 
ويا دار ما دخلك شر، فالمرونة وحس الدعابة مقدّمة على الحنكة والحكمة وبعد النظر، بل هي بعد النظر كله! 
لأن ذلك من أوسع أبواب إلتهام الغطاء النباتي عالمياً، فالقضية تبدأ من الفنجان وتنتهي بالمفاطيح، فنحن جنينا على مواشي قارة أفريقيا، وانتقل تجارنا يستطلعون الأمريكيتين وأوروبا، بعد أن وجدوا أن أغنام استراليا لا تُبيّض وجه مطلق وجماعته عند معيض وابناء عمومته، في بقعة ما مهملة من الكرة الأرضية ولا تجد لها موقعاً إحداثياً على التطبيقات الإلكترونية الحديثة. 

فالمجتمع والدولة والعالم بأسره عائدون من تحدٍ كبير شكّل خطراً على صحة البشر وهؤلاء يمارسون اللعب على أوتار المراجل المكذوبة..!
بأفعالهم تلك سيقضون على الموارد … ؛ حتى لا تقضي الأجيال القادمة حياتها على سوء التغذية ويقولون في حقِّنا جوج ومأجوج مروا من هُنا.


"معالجة باسمة، والأكيد فيها مُبالغة، تقبّلها وتداولها برحابة صدر.. ليس إلا... مودتي"

الجمعة، 22 مايو 2020

نقد الوصول لخراب مالطا


   حاول أن تخفي الناقد الذي بداخلك لتتذوّق الحياة على نحو أفضل!
النقد أتركه للأمور التي تعنيك بمفردك، وتذكّر أن إبداء نقدك لكل شيءٍ يُفسد عليك اللحظة ويملُّ جليسك ولا أحداً مهما سيهتم بكلمة لم تتجاوز تبرّم شفاتها، وفي أحيان كثيرة هو نوع من ادعاء المعرفة لا داعٍ لإظهاره!
والنقد ليس للأشياء السلبية فحسب وإن طغى عليه ذلك، يشتمل على بيان الإيجابية والتأكيد عليها.
   عش مع ما يصادفك كما هو لا كما تريده أنت، لست معنياً بشحن طاقتك النفسية بسلبية تُفرّغ روحك من الجمال.
فالانتقاد لأي شيء وكل شيء، يجعل منك أمام نفسك وعند الآخرين تبدو وكأنك محور الوجود وكل الأفلاك تدور حولك، ويجب أن تكون بمقاييسك.. ومقاييسك متغيرة!
فالأرض بها سبعة مليار تقريباً من البشر، بأفكار ومعتقدات وطباع وأديان وملل وأعمار مختلفة، ناهيك عما يتلاءم مع طبيعة الحيوان والنبات في ذات اللحظة، مع استحالة إحصائها إلا إذا قام بعدِّها (مسيلمة) في زمن سابق أو من يشابهه لاحقاً!
   بقصد تعديل الحال المائل، يعيش الناقدون بحثاً عن الأفضل، عن المستقبل، وإذا أسرفوا تنازعوا وربما تقاتلوا ليبور كل شيء أمام نظرهم ويسود الدمار (الدمار ليس شرطاً أن يكون مادياً محسوساً، يكون أيضا معنوياً في الأذواق والعلاقات الإنسانية)، حتى يعود المستقبل خلفهم! ماضيهم كان فيه جمالاً لم ينتبهوا له بحثاً عن الأجمل، وعندما وقع الخراب (كما في أقطار كثيرة) تمنّوا العودة لما قبل خراب مالطا كما يُقال.
   أعلم أنك تأمل مثلما آمل، لكننا يجب ألا نُرهق أنفسنا بالأمنيات، يجب ألا نؤجل ابتساماتنا وضحكاتنا مع عائلاتنا، أصدقائنا، أحبائنا حتى نملك قصراً منيفاً يحوي سعادتنا.. ظل عابر على طريق قد لا نعود لسلكه مرة أخرى قادر على تدوين أجمل ذكرى، أجمل موقف قد يمر بنا.
علينا أن نحتفي باللحظة، لنبني القادم على إشعاعها، ويبقى ما تقادم في النفوس ماضٍ عليه اللهفة وأكاليل الأشواق.
   جذوة الطموح لا تموت متى ما كانت متوافقة مع حُسن الطالع، تكون كامنة في النفس، ستخرج للملأ عند الوصول للمنفذ المناسب، كالشمس ستشرق عندما تجد طقساً ملائماً، أما إنْ حجبت رؤيتك وأعتمت بصيرتك، سيغدو الطموح كجمرةٍ خبيثة تردي إنسانها قتيلاً، بعد أن تخور قواه من الفواجع والمواجع.



الاثنين، 4 مايو 2020

البقية في حياتك




‫لا تملك للمحب إلا أن تضع له وردة كلما ذكرته مصادفة أو في خيال بعيد..‬
المحب تجده في روحك، في بصرك، يُنير بصيرتك، درعك من سهام التعب، وسهمك إذا حانت ساعة الظفر.. وحفلتُك المنتظرة حين التقدير.

‫طوّق الله كل محب بما يليق بروحه من مدائن حبور ونبوغ ويشموم.
كل ما يكسبه الأحبة مهما تعاظم، يظل في خانة أقل مما يستحقون، يسقط من الاعتبارات عندما يكون السؤال بكم؛ لأنهم الكنز وكل ما دونهم اكسسوارات غير لازمة. 

‫المحبون تلك الجاذبية التي يهملها كفرة النعم، ويتوجهون للآخر لعله يحبهم!‬
لن تصبح الطريق الوعرة سهلةً بمرور قلب محب للأنام عليها، تلك جمادات لا تشعر! كذلك هم الكارهون سوّد البغض أرواحهم، الكائن البغيض مصدر عتمة في الكون، دوماً يُزيّن رداء قتامته بما يدّعيه من حقائق أو تأصيله في عادة أو عرف أو إرث.. أو دينٍ، الاديان تلك المشاجب التي عُلّقت عليها الأحقاد والحزبية المريضة. 
‫لا يمكن استجداء الأيام بلعل، الأيام سيدة مُغرية تطوي عشاقها كلما غابت شمس اللهفة.‬

كن متصوفاً بالمحبة ما استطعت، ما أجمل أن نحج طوال سبيلنا! 
كن محباً لن تفوتك فريضةً!
والأيام فرائض، عمرك الماضي كصندوق أسرارٍ، ما وضعته فيه، سيأتيك ولو احضره لك مارداً في دورة عمرك القادم.
كن مستعداً أو لا تستعد .. الأمر سيان!

رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...