السبت، 29 يناير 2022

شذرات في صومعة الذات


‏❞‏❞‏❞‏❞


     الاشتغال في الشأن الخاص بالفرد نفسه، أمر يكاد يكون مطبوع على جبين كل شخص؛ لكن البشر بعادتهم يلاحظون ما يبدو على جباه الآخرين، أمّا ما يعلو جباههم لا يقرأونه وإن فعلوا قرأوه معكوساً! 

من السهل رمي التهم هكذا جزافاً لتقريع الآخرين، لكن أحداً منّا لا يفعل الأمر نفسه مع ذاته؛ لأن صك براءتِنا نحمله على أكفنا فراشاً ولحافاً.. 

‏ ❝

     لكل متزمّت، الوقت مُتفرّد.. 

والقرار الذي ملْكُكَ الآن في الغد يمْلُكَك!

احتطاب الأشجار من جذورها لا يُعيدها لك ثانيةً المطر!

 ‏ ❝

     نتعطّش نحن البشر للأرض كثيراً دون روي مطلقاً، من غير أن ننتبه.. نسافر لأرضٍ بعيد، نركب السفن ونتهجى أسارير السعادة على جزيرة في عرَض البحر، نزرع أرضاً، نشتري كذلك.. من يموت من الأحبه نستره بالتراب، نستنشق رائحة الثرى، نعبث بها.. نمشي عليها لتمتص الطاقة الزائدة!

كل قراراتنا توجهنا نحو الأرض، وحين نغضب نملأ سمع الآخر من أفواهنا من فواحش الكلام كالأتربة المُثارة.

‏  ❝ 

إذن.. فلنتخيل أن الآخرين أراضٍ يملكون قرارهم وشأنهم الخاص. 

علينا أن نجاورهم، نحاورهم، لا نُقرر بدلاً عنهم.. وبالمقابل كذلك! 


‏❝‏❝‏❝‏❝


السبت، 1 يناير 2022

الكثرة غلبت الجودة.. وليس الشجاعة!




كانت القصيدة قصيدة! .. وإن لاقت حفاوة مصطنعة. 
كانت الكلمة كلمة تحمل معنى ومبنى.. وإن وجدت تصفيقاً مُبالغاً.
كانت الأغنية شادية طرباً. 
حتى نشرة الأخبار وصوت المذيع والمذياع.. النُدرة، القلّة ليست سيئة في كل الأحوال!
هي تعني ظهور ما يستحق لمن يستحق في لحظة غير مُحتكرة.. صار كل شيء باهتاً، صار إدّعاء الحقيقة هو الحقيقة الصادحة! 
الكثرة تغلب الجودة.. لم تعد في الأمر ثمة شجاعة! صحيح.. كانت الفرص المتاحة شحيحة وعابسة وظالمة، في المقابل اليوم المساحات أكثر ظلماً! أكثر استهلاكاً للعارض والمُتابع.. تتوالد الشلل في تكوّر جماعات كحلقات الأبخرة المتصاعدة! 
يترنح الشغف، يشيخ الانتباه، تستعر الرغبة، تتلاشى القيمة!
ما قيمة أن يمر الوقت دون اكتساب قيمة؟!
هذه الكثبان المتتابعة، وهذا الزحف المتتالي، بلا غربال!
تختلط ذرات الذهب المُصفى بلوامع مشابهة، بغبار عبور المارة، بروث طيور الزينة، بفضلات بعض البشر الذين لا يستترون!
لا يوجد غربال لهذا! .. ربما! .. سوى عزل ما يبرق لتنقيته لاحقاً، وما يُزْكم يُترك للمراحيض تتلقفه! 
ليس للماضي قداسة ولا للحاضر أيضاً ..، ذو القيمة سيبقى في النهاية!
ستسود في سنوات الانحطاط، بعض التوافه، التشريعات في طور النمو، واليقظة على قناعات جديدة تُذْكي بعد طول مران بإلحاح في العقل؛ هل يستحق هذا كل هذا ؟!.


رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...