الجمعة، 19 يناير 2018

خشمك يا المحزم المليان


جماعة الكلوركس "بتوع": بيض الله وجهك.. إذا أغلقت وكالتها؛ ينشأ الجيل القادم بلا إعاقات لُغوية ! أولئك ذروة سنامهم يـ"المحزم المليان"، ودرع جنبهم "خشمك يالأمير"، وأضعف إيمانهم "صح لسانك" ..!! 
الدنيا رخاء لا تحتاج لمثل هذه الصعوبات، ذهبت الطويلة والذي هازها والذي صعدها على يد المغفور له آخر الفرسان
سلامهم يحمل في ثناياه لغز، ويُرد عليه: بمثله وفيه جواب اللغز.. والمحصّله تصل للعتب والشرهة (من الحداء المائل).. ووسط هذا يتخمطر الركبان والراجلون بالسيوف والأنصال وكثبان البارود في الهواء.. (ولو أتوا بأغنية اتمخطري يا حلوة يازينة مادام المسألة مخْطَرة؛ لكانت ألطف) هذا ونحن لازلنا في السلام؛ إذن فليغنك المولى من واسع فضله عما بعده.. 

ويتلوها مما لا تدري، هل هو تقبيل سلام أو عراش أو هواش أو اختبار لمدى تماسك عظام وجنتيك ؟ 
فيبدأ السؤال عن الحال، وهنا تتمنى أن ينتهي على خير، فالمؤشرات تدل على أنَّ داحس والغبراء على بعد ثواني من الآن ولا بوادر سلام حتى اللحظة.. فالطريق منحدرة ولا يوجد مفترق طرق (مثلما يقول شيخ العرف الالكتروني قوقل ماب)، ولازلنا في السلام: يستمر تراشق الكلمات من الأطراف المتقابلة بأكثر من أورق صكّة بالوت، ظاهره الخصام وباطنه آداء واجب ثقيل من الكلمات..
وينتهى وكلاً منهم يشعر بالنشوة من سلامه المكهرب.. ويلهث الجميع لاحتساء كمية عالية من الماء (وكأنه الوقت المستقطع الذي فرضه الفيفا لشرب الماء في الأجواء الحارة للاعبي كرة القدم) عموماً الفيفا ليس له علاقة في سلام القبائل.. ولو تدخّل: لأوقف نشاطهم نتيجة اللعب غير النزيه !!

يؤمر بالقهوة للضيوف من صاحب المقام أو الحفل الذي يتغشاه البشت من كافة جوانبه، بلا أدنى كرامة لمقدّم الطلبات طبعاً.. تتم عملية شرب الكيف وتناول حبات التمر تحت الحراسة المشددة على رؤوس الأشهاد..

وينتقل المشهد إلى المؤتمر الشعبي العام، فكل العيون مُسلطة على الأمسية الشعرية: وكن على استعداد عزيزي الضيف على مشاهدة؛ مشاهد +18 (وفي هذه اللحظة تحديداً ستختبر قدرتك على غض بصرك، فبعض الخشوم تهوي للأفواه)، وقليلاً من الرعب والأكشن والسيرك، وشيئاً من الخلاعة، وبعضاً من الحركات الهوليودية والسينمائية والبهلوانية.. وسيلاً من الكلمات غير المفهومة تتضمنها: لابتي، عزوتي، ربعيوعلى شاكلتها تلك التي تثير الزوبعة في المكان، فترى أشمغة متطايرة وعقل متدحرجة (وعقول غائبة) وثياب متهلعة، وبشوت تُفصخ وبشوت تُلبس.. وحلف بالطلاق يُسمع، فالجميع حاضر ليشهد اجتماع رأسين بالحلال وقد نخرج بمطلقين بالحرام !!
(وأهيب بأصحاب محال بيع الملابس الرجالية التواجد قرب قاعات الأفراح ولو بسيارات متنقلة حيث يتواجد فجور الهياط، فهناك مجموعة عطلجية تُضيع أموالها في الكلام الفارغ)..!!
المهم لا تصدقهم ! هؤلاء (شلة بكاشين) هذا والسماعات تحمل كمية رغي وفوضى عارمة..

وتبدأ فعاليات "الزلزلة" الشوط الثاني من الفعاليات؛ الشيلات: هنا تجد نفسك مضطراً بين مجموعة قصابين، وبعض المحاربين القدامى، وثلة ثائرة كأنها ناجية من حلبة مصارعة ثيران.. على همهمات الشيلة يحملون: السيوف والخناجر والسكاكين والعصي.. فإتقاء شرهم يتطلب سترة نجاة.. ولا نجاه ... والحابل في النابل !! 
وكل همك أن تنتهى هذه (الغشنة) العرضة بسلامة الأطراف والأرواح.. فالقوم يوشكوا أن يهلكوا !!

يُدعى للعشاء، وهنا يحضر التمايز الطبقي والتمييز العنصري بكافة تجلياته، فالصحون التي تختنق باللحم لأصحاب الحظوة.. والباقي للبقية !
والدعوة للعشاء تُطبق نداء (حي على البذخ) فعلياً؛ فأكوام من الرز واللحم تكفي لأيام وليال ترمى في النفايات.. وربما تجد جيران القاعة قد ناموا بلا أكل ..! 
أقول: إن العقول التي أنتجت هذا التبذير حقها الرمي في النفايات.
أجدادكم الأوائل ليست هذه عاداتهم، ولو كانوا كذلك لما انتشرت حضارتهم في الشرق والغرب.


فالدنيا يا جماعة الخير ابتلاء عظيم.


‏——
‏• تنويه : 

المحزم المليان: متسلّح بسكين بلاستك

رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...