الثلاثاء، 9 فبراير 2021

ويموت المحسنون.. أيضاً !





عندما يموت مُحسناً تشق الأرض جيبها وتدفن جرحها وتندب حظها، حيث أن ميزان القوة يرجح لصالح الأشرار وفيالق الأوغاد والحمقى ويتمدّد أيضاً.. 
الأرض كلها مقبرة ومساحة الفرح فيها غفوة من العذاب المستعر.. 
حينما تخلو المساحة من الأحدب الحنون، من أعياه السفر الطويل والتعب المتسربل، هل يشكو وحدته؟ أم غربته؟ أم مرضه؟ أم الوجود الذي لا يسع إنسانيته؟ عندها يعود الإنسان لتربته غير آسفاً على شيء سوى أيامه المُهدرة في قيظ التصحر.. إلى الجنان يا سيد الحنان! 
في مرضك الأخير (وأمراضك قصة أخرى من عذابات الوجع، حاربت فيها كثيراً وخارت قواك أخيراً) .. هاتفتُك لأطمئن على نواغز روحي تجاهك، قرأتُ صوت الموت في أنّات كلماتك.. 
سمعت مرارات السأم التي لم تنطق بها، شعرت بذلك، رأيت ذلك.. لكنني ككل المسوّفين انتظر الفرصة المناسبة، والفرصة المناسبة أتت حينما كان لابد من فرصة.. وكانت للوداع!
عاش وحيداً، عاش بعيداً، عاش فريداً، وكأنه يدس آلامه وأمراضه .. 

مات المحسنُ.. وكلنُا مسيئون! 




الرياض، من صدى مساء السبت 12 / سبتمبر 2020 م. 
كُتبت يوم الجمعة 25 من الشهر والعام ذاته.

رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...