الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

لغة أم القرى




يمثل اليوم الثامن عشر من الشهر الثاني عشر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام ميلادي ذكرى متجددة لليوم العالمي للغة العربية العالمية التي تحمل على قمة حروفها تاج آخر الرسائل السماوية الكتاب العظيم.

كانت لغتنا تتفرد بمختلف الفنون، وكان إتقان لغتنا بوابة العبور للعلم والمعرفة؛ ولآن الدنيا نزول وارتفاع، ولآن الحياة دول بين الناس، وعندما تتأخر يتقدّم آخرون.. صعد الآخرون بلغتهم لتكون السد المنيع الذي يحتوي العلوم.

إننا نتطلع اليوم أن يكون مستقبل لغتنا العربية في الزمن القادم ما نلحظ فيه تسابق العلماء لتوثيق علومهم واختراعاتهم واكتشافاتهم وأدبياتهم ومختلف داراساتهم باللغة العربية، كما كانت قبلة للعلوم.. ستعود إذا عُدنا.. ستعود متى ما آمنا وعملنا بذلك.

يا أبناء لغة أم القرى: تداول الكلام العامي أضعف اللغة، صعّب من فهم النصوص الشرعية والأحاديث النبوية الشريفة، ويهدم النظم التاريخي لحضارة أمة مدونة من آلاف السنين، ويُباعد بين أهل اللسان الواحد.
إن اللهجات المحكيّة قتلت: التذوّق الأدبي، البلاغي، اللغوي، الإبداعي
فاللغة العربية يعتصر حروفها، ويشرخ شموخها، ألسنة الناطقين بها الكاتبين والمتحدثين بغيرها
اللغة أدب، ويلٌ لأمة تمحو آدابها !

ودونكم اللغات تعلموا منها ما استطعتم، ولكن عند التواصل فيما بينكم فليس أبلغ وأصدق من لغتكم الأم.
ليس للأم عِوَض وإن استُبدلت بألف ألف لغة
إن لم تحترموا لغتكم فلن يحترمها ولن يحترمكم الآخرون.

لغتكم .. سماوية الأصل، عالمية الوصف، قرآنية الحرف، وإن تمايزت اللغات فأنتِ : الضاد والحركات والمد والتنوين

الأحد، 2 ديسمبر 2018

التعايش قوة ذاتية




إطلالة: 
تتغاضى عن الحماقات العوجاء في الوسط المحيط، لأن أفعالك تنبع من نوايا سليمة، لا يغريك التباهي، ولا تزدري المتباهي. (كن ذاك الرجل ما استطعت، وإن لم تستطع؛ فلا تكن عوناً لما سيأتي)
الزمن كفيل بانكماش كل منتفش.. عجلة الحياة دورانها موجع على الفارغ.  

الحياة لا تعاش بصراع دائم، لا تحيا الحياة إذا لم تُقم منكسراً، أو تلقِ بالاً لمنسيّ يفرح بالسؤال عنه.
أخبر أولئك الذين يلحقون، يتمنون، يبتهجون (أو بها جميعا) بالضرر الواقع بالغير مهما يكن

الحياة مسرح كبير ليس فيها مركزاً أولاً واحداً أوحد، بل تحتمل منصات أولى لكل فن، أكثر من أرهقوا أنفسهم هم الذين بحثوا عن المركز الأول على مسارح لديها المركز الأول يشمل السابق واللاحق ومن وقف بالإبداع وقفة شروق شمس، تجد الحياة تحتفل بعظيم عاش قبل ألف عام وكأنه بيننا اليوم، ولا غرابة أن تنصف الحياة مبدعاً جاء متأخراً مع من تقادم، ألم يُقال لك أن: (الحياة تنصف الجميع في النهاية) والناس طبعاً لا يفعلون ذلك.
ويمكن بصورة أخرى، بحيث تكون عراباً لشيء ما، وفي مقاعد الجماهير الأولى لشيء آخر، لولا اختلاف المواهب والقدرات الذهنية واللغوية والعلمية والعملية لفقدت ميزة التنوع

التسامح وقبول المخالف والمختلف علامة فارقة من مواليد الحضارة وتقارب الأمم، في دول العالم الثالث (أشخاص العالم الثالث عشر تقريبا !) النزعة للاقتتال أقرب من التبسم؛ صار الإنسان بدائياً عداونياً، مرة يتذرع بالدين وأخرى بالعرق وثالثة بالطائفية ومرات بالعادات والأعراف وأمور لا حصر لها، ينكرون كل علامات التقارب، وركزوا على نقاط الخلاف، أجابوا نداء العنصرية، حركوا مخالب الأحقاد، الإنسان في تلك البقاع بحاجة للتدجين الإنسي حتى يعود للفطرة الإنسانية الأولى

ميزان القوة لم يعد في يد القدرة على الردع (وإن كانت مطلباً أحياناً)، القوة أمست في عقل المتعايش مع كافة الأذواق النرجسية والنزعات الأنانية ودعاوى الفرقة، وفي قلب يحتوي جموع من المتوهمين

إن القوة اليوم أيضاً، تكمن في قلب هين لين وعقلٍ نابغ، يؤثرا الاجتماع على أن يكونا في محط الأنظار، أو البحث عن دور رئيس أو حتى رئيس في مفازة مقفرة، إن الناس هنا (ليس كلهم بالتأكيد ولكنها سمة غالبة) إذا استقوى بعضهم بعد أن قد عاش الهوان في فترة ما، وربما لشعوره بالنقص حيناً، أو يريد ما يُكمل شخصيته عند المطالعة في المرآة بكونه شديد بأس، يقاوم بما يستطيع ومالا يستطيع كل محاولة صاعدة نحو العلا... ليقل أنا، أنا الأنانية، أنا موجود

يستمر الصراع ولا ينقضي الدين في هذه المجتمعات



رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...