الأحد، 22 أكتوبر 2017

ماء الحياة



إنَّ للهوى بين جناحي كل فتى خافق..
إن دعاه لبى..
وطاف به واعتمر..
وإن جفاه القلب المُعنى احتضر..
فالقسوة حنظلة مُرَّة .. 
تَكسر.. تَحرم.. مُرهف موؤُد حباً..
واللطف ملمس وردة..
فاحتْ ، ثم قَبّلت ، ثم عانقت 
ثم أهدتْ لوناً أحمر
وطيباً فوّاح .. وأفراح ..
يشتاق لحضنها كل كرّة.. 
كل مرّة يريد من نفسِ الجرة..
لا تتكبر.. لا تتجبر ..
لا تظلم .. 
يا قلب أحبك..
أنتَ.. أنت.. سلمتْ روحك .
بيدِكَ بستانُ .. بيدك تزرع.. وبيدك تحصد..
وبيدك تسقي ماء الحياة..
لقلبٍ منزوع .. إليك بوصلته.. 
أرفق في حبه ، أرفق في وصله .. . 




السبت، 23 سبتمبر 2017

وطن الأحلام




أيا وطن النور.. 
يا وطني  
في جعبتك ..
مصابيح النور والتوحيد 
مُقمرة ..

وفي جبينك الطاهر..
مكة الكرام المكرمة 
وطيبة الهادي -ﷺ- المنورة
إشعاعين روحيين ومفخرة.
وقِبلةً ..
وقُبلةً ..
بحق النقاء ،،
وروحانية سوادها ..
وروضة الجنان …
وبحق القبة الخضراء ..
والراية الخضراء ...

فيها وبعض منها وكلها 
الرياض.. 

الرياض، قامة القمم .. 
رياض اليمامة والأحرار ..
ودونك تفاصيل الرواية: 
ترفرف الحمامةُ بالسلام ..
أو.. يحلِّق الصقرُ فوق الأمجاد بريادة..
هكذا تقرأ الرياض ؛ 
بحسب المحبة والعداوة ! 
أما رأيتها في فضاء العالم 
ترفرف كالحمامة ؛ 
أيقونة إنسانية .. وسلام .. 
ثَمَّ رأيتها كالأُسدِ ؛ 
تدافع عن عرينها بضراوة !

تلك هي السعودية ؛ 
حفيدٍ عن أبٍ عن جدٍ ..
خلاصة مجد ..
وجهدٍ فذّ .. 

وطنٌ حلم .. تشكّلَ :
كنورٍ وسط غسقٍ تخضبت سيوفه بالشفق ! 
ليكون وطن الأحلامِ واقعاً ؛ 
كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ..
وتمثاله، بعدله: سيفين ونخلةً ..
قوةً منيعةً .. وكرما ..

وطن الأمن والرخاء .. 
بلغت عنان السماء .. 
في الحضارة والنماء .. 

.. من الخليج إلى البحر 
محيط عزائم وهمم ... 
وفصول تأريخية من الحزم ..
سعودية وعربية ومملكة 
تُذكر وتُشكر..
بلسان من يُحدِّث بالنعم .. .


الجمعة، 25 أغسطس 2017

حفنة شكر

حَفْنة شكر 


عموم الجماهير 
من المستضعفين 
والفقراء ..
تشكر "كبيرهم"
صغير الصغراء 
بكثير من العفوية والإقدام..
وحولة ثلة منافقين 
ببالغ الثناء .. 

وصغير الصغراء
يشكر سيده “كبير الصغراء”  
ببالغ الولاء ..

وكبير الصغراء بدوره  
يشكر الوالي “صغير الكبراء” 
بالفخر والخيلاء .. 

وصغير الكبراء 
يرفع أسمى آيات التبجيل  
لحضرات "مكتب كبير الكبراء" ..

ومكتب كبير الكبراء
ببالغ الهراء .. 
يشكر جلالة  “كبير الكبراء” .. 

وكبير الكبراء 
يشكر صغراء صغير الصغراء 
بكلمة مُرسلة لعموم الجماهير 
فيها موجة اعتلاء.. 

حَفْنة شكرٍ تناثرت ذراته 
في الهواء ..!
فلا المشكور يستحق 
هذا العناء ..
ولا الشكر كان بنقاء..

دم الشكر مُهدر بين الوسطاء 
كدمية حمراء تناقلتها فتاة حسناء 
في عيد الحب.. تُكْبِرها 
وتظن أنهما تَكبران سواء !!

والمُحصّلة: حفلة ثغاء ؛
بسبب حاجب أغلق الفضاء ! 
وحال دون حق أصيل .. 
أمام من لا يهدر كرامته بسخاء .. .

… 

الخميس، 8 يونيو 2017

مزن الكلام … "2"



(21) 
العبيد.. هم الذين لم يختاروا طريق حياتهم !  

(22) 
القرب المفاجئ والبعد المفاجئ كلاهما مدعاة للنفور من صاحبهما. 

(23) 
المال.. هو خادم السادة.. في الشباب زينة، وللمشيب كرامة، وللرجال شيمة، وللنساء قيمة، هو نعم التملُّك. 
إذا كان المال هو العائق الأكبر، فكل العواطف رصيد من الحسرات.. .

(24) 
‏نحن العرب.. عندما يتقاتل الإخوة نضع كل اللوم على أبناء العمومة !! 
‏نحن قوم إذا فرحنا ملأنا الأرض ضجيجاً … ونحن قوم إذا حزنا ملأنا الأرض نحيباً. 

(25) 
لا تعش بالنظريات.. عش واقعيا أكثر.. فمتلازمة اصطدام النظرية بالواقع أكبر من أن تتحملها أحياناً. 

(26) 
غالباً.. يكن الرأي الحقيقي ضمنياً وسط الكلام وبين الأسطر.. ومن يبالغ بإعلان الصراحة مباشرة يقع في وحل الوقاحة..! 
لذا فإنَّ ‏قراءة ما بين السطور كقراءة مافي العيون.. كلاهما الفطنة توأمهما الأصيل. 

(27) 
من يتابعون الفكر قلّة ! ومن يتابعون المنظر كثر ! اختار أي الاثنين أنت ؟! ويا بخت ثالثاً جمع الصفتين !. 

(28) 
«الحب» .. خُلِقَ أَعْمَى ، وَسَيَظَلُ أَعْمَى ! إِلَى اْلأَبدْ ... إِلَى اْلأَبدْ. 
الحب.. المودة فيه تُقدَّم على المادة. 
الحب.. أعظم عاطفة سكنت القلوب. 
‏وعلى الحب .. ‏مسعانا.. ‏ولقاؤنا.. ‏وفراقنا. 
 
(29) 
من مباهج الدنيا وروعتها :
‏أنها لا تتوقف على أحد.. من (يخون) العشرة، يُجازى بمن (يصون) القطيعة ! 

(30) 
إذا انسابت عاطفة القلب نحو ما يختلج في النفس ، فإن العقل يباركها، والجوارح تسعى لها. 

(31) 
نحن في خطر ما دامت نقاشات التسلية ومراسلات الهزل تسيطر على العامة ! إن وعي العامة ينير المجتمع، ويسير نحو المستقبل بجديّة. 

(32) 
الوفاء.. يبقى العملة الأغلى والأثمن مهما تقادم أو ندر.
فرد الجميل دينٌ يثقل كاهل الأوفياء. 

(33) 
ليس أمرٌّ من دمعة الفقد.. إلا عبرة الظلم ! 
وليس أصدق من دموع الفرح.. غير دمعة البراءة !  

(34) 
في هذه الحياة.. تجد من يُسوِّق كلامك وفق منتهى تفكيره، فلا تلمه ! لأن هذا حده في الفهم ! ولكن، لُمْ تابعيه...!؟ 
مشكلة عظمى أن يرى الجاهل نفسه متعلماً، ونصف المتعلم يرى نفسه عالماً… ليست المشكلة في رؤيته لنفسه؛ بل في جمهور عريض من المصفقين. 

(35) 
الذكريات مدرار الحنين وقالب المشاعر ومشكل الاتجاهات الإيجابية والسلبية، فما تتذكره يقرر ما تفعله في محيطك الإنساني. 

(36) 
باب الثناء والمدح جميل لمن يستحقه، ‏غير فصل مدح أصحاب النفوذ بإسراف وتطرف وغلو، يعد غش وتدليس وإراقة لماء المروءة. 

(37) 
العاطفة التي تقودك للدموع عند الفقد، يجب أن تقودك للوصل والتسامح والحب حال الحياة.

(38) 
‏للغارقين في الندم !
‏كف عن جلد ذاتك وابدأ حياة متوازنة الآن..

(39) 
‏العزلة… هي الحمية !
‏مارسها كلما احتجت لها !
‏ومن لها لا يحتاج !؟ 

(40) 
‏للمجتمع قيود… إذا انكسر قيد، علِق الآخر !

الأربعاء، 31 مايو 2017

مزن الكلام … "1"


(1)
يعتبر أسلوب “النهر” أسلوب فض، وتعاطيه ليس من كمال الرجولة. نحن بحاجة إلى حضارة ترقق الإنسان ، فلا زالت ينابيع "أنت كالكلب في حفاظك للود ... وكالتيس في قراع الخطوب" تسير بوادي الجفاء، والضرورة ملحة لـ "عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري". 

(2) 
الكتابة: صوت على ورق.
‏الكتابة أيضا… نوع من الغنج ! 
لتعلم أن الكتابة ليس فيها (أكل عيش) ! هي حروف أتعبت كاتبها.. ثم لفظها.. فنطقها، ورسمها، فنشرها. 

(3)
الذين سلموا من الأحقاد، أناس يلوحون بالصفح الجميل.. كن منهم ، أو لا تغلب عليهم ! فهم (رسل السلام). 

(4) 
ما أجمل لقيا الحظ صدفة ! 

(5) 
أخطاؤك.. المحب يستصغرها مهما عظمت، والكاره يتعاظمها مهما صغرت. 

(6) 
أسوأ أنواع العبث: 
التعري، أو العُري.. عري الفكر، عري العاطفة !! 
وأسوأها على الإطلاق كشف العورة. 

(7) 
أكرموا المعلم.. قبل أن يُهان المجتمع بأكمله ! 
وطوبى للعالم وطالب العلم والمتعلم فهم للتعقل أقرب. 

(8) 
القسوة لم تعد تصنع رجالًا (هذا إن صنعت) ؛ وإنما تنتج معنفين يورثون العنف. 

(9) 
براءة الأطفال هي أقسى ما يبتاعه منهم كبر سنهم. 

(10) 
في قانون المحبطين: 
دائمًا.. المجد للنسيان، والذكرى لخسارة بالية !! 
يُذكّرون بها كل حين.

(11) 
شعلة النار تستقوي بإحراق جسم لطيف ! كالقش مثلاً.. وعندما تكبر تحرق كل شيء !! 
كن شعلة حرية ونشاط وهمّة، ولا تكن شعلة مُحرقة لمن حولك.. أو كن شعلة معرفة فذلك أجدى !

(12) 
صديقي الإنسان:
كلُ مجد كصنم ما إن يصل إليه إنسان، إلا أتت ألهة تحطمه.. لذا لا تغتر يا صديقي الإنسان بكل حلم تحقق.. فما هو اليوم منجز، يكون غداً أرث بالي. 

(13) 
عندما يهمّشوك فكأنهم أزالوا أهميّتهم، بإمكانك مسامحتهم، ولكنك لن تختارهم بالخط العريض. 

(14) 
‏كلما خُذِلَ الإنسان بأحدٍ يوماً ما يُحْجِم في التعلّق بالآخرين دوما. 

(15) 
فلتكن ياصديقي على يقين ما استطعت! وإياك ثم إياك والشك..! 
لأن الشك بكل شيءٍ وأي شيء يجعل منك موسوسًا هائمًا لا تُؤمن شماله بيمينه.. فكيف بالآخرين…! 

(16) 
من الكمال: أن يرافق الجمال حسن خلق.

(17) 
تحلو الحياة بالأمل.. الأمل تستطيع صنعه ببسمة.. بهمسة.. بأي شيء؛ بل بكل شيء.. لا تحتقر من بوادر وعلامات الأمل شيئًا قط!. 

(18) 
كثير من الوقائع تمر بك كحلم ، وبعضها كأنها كابوساً.. 
اللهم حقق أحلامنا وآمن روعاتنا..

(19) 
أصدق الاعترافات، هي عبارات المودّعين، ففيها بوح المشاعر الصادقة، وتترك خلفهم صدىً يتردد طول السنين، وعطراً يفوح كلما زاد الحنين. 

(20) 
المحاكمة العادلة.. تُذِيب الزيف ! وتُبْقِي الحقائق شامخة..! 

الأربعاء، 12 أبريل 2017

وإنا على فراقك لمحزونون





يصافح حرفي حرفي ذاك يُبكيه وذاك يُعزيه وذاك يواسيه وذاك يرحل به إلى قوافل الراحلين.. 
أتت الفرقة فجر الجمعة ففاضت العيون بذاكرة الصور الممتلئة نبلاً ووفاءً.. من جانب …
ومن جانب آخر.. تباً لقلبٍ لا يرق حين الفراق !. 

الدموع لا تعني بأي حال المفقود، هي عيون الفاقدين اشتاقت لقسمات ذلك الميت، فذابت لتبلغ الفم بحلاوة الصور العالقة في الذاكرة.

كلما فقدت عزيزاً مات جزءاً منك..
‏شيئاً فشيئاً ثم تموت كلك.. 

الموت آتٍ لا محالة.. من يعقل !
لا تظن أنك في مأمن بين الجموع، يوم تودع ويوم مُوِّدع 
ذاك يحن وذاك يجن أسًى وحزناً.. 
في شباط كانت أشواط من الحزن المصفى في معلاة أم القرى ..
أحبب قريبك، فأنت تحمل جيناته الموروثة في أعلى جبينك وأخمص قدميك..

عند الفراق.. جاءت دموع الشتاء حارقة ! 
ستبكي على الفقد والألم ، ستبكي على الذكرى .. على صدى الضحكات .. وسلاسل الذكريات .. ستبكي على الهيئة واللمّة .. وفيض الحنان ..
الخال قطعة من الأم والخال أب .. الخال درع بالجنب وسهم إذا ما اشتدّ الكرب..
ستنعى الزمان والمكان.. ستحب الفقيد بعد أن فُقِد أكثر وأكثر.. . 

مات في ريعان جماله.. (لم يثقل على أخ ولا على ابن عم ولم يثقل حتى على ابن أخت).
فالكرام يمروا خفافا.. مات في فتوة رشده .. 
هكذا هم ‏الطيبون لا يُعمرون ..
‏كالأزهار والورود والمطر..
‏يصنعون الذكريات الجميلة ويرحلون … ويرحلون !! 
مات .. وكل الذي نجنيه؛ فقد ودمع وحزن !.

‏في زحمة الإنشغال … تفقد محب وقدير !! لا يستأذنك ، فتكفكف جراحك بين قلب يتقطّع ودمعٍ يتقطّر وعقل شارد بالفاجعة ..
نحن الذين نلهو عن بعضنا وقت حياتنا ونسكب غزير الدموع عند الرحيل.
– وما الدمع غير حسفاً تقطّر على هيئة دموع .. 
‏الفقد يُعلِّمنا بالحفاظ على المتبقي من أنفسنا (ولو كان ركام).. وينبؤنا أن لا نتعلّق بأحد ”ولكننا بشر نألف ونتآلف ونؤلف“.. .
وتدمع العين على فراق حبيبها… وَيْل لكل عين لا تدمعُ !!


مع كل بلاء حزنٍ نكتشف بأننا:
صغار على الفراق، لدرجة البكاء ..
‏كبار على الدموع، لحد الإختفاء ..

ستظل ذكرى للعقل وحباً في القلب ودمعاً للعين وطيفاً جميلاً.. ما حييت.. ما حييت.. ومن مثلي كيف ينسى؟ كيف ينسى؟ 




– تاريخ تدوين هذا الحزن:
24 / فبراير- شباط / 2017 م
27 / جمادى الأولى 5 / 1438 هـ 
‏“إن العين لتدمع.. وإن القلب ليحزن.. وإنا على فراقك لمحزونون“.
إلى جنات الخلد يا أبو تركي رحمك الله رحمة واسعة.

الجمعة، 25 نوفمبر 2016

الواقع والمنطق والأمل المفقود!




الفاشل في التخطيط من يعيش ليحقق هدفاً واحدًا -لا أدري قرأتها أم سمعتها أم أتت هكذا من وحي خاطري-.. فلكل مساحة هدف أو عدة أهداف، ففي المنزل لك أهداف قريبة وأخرى بعيدة، وفي العمل كذلك، وفي العائلة أيضا، وعلى البساط الاجتماعي تشيخ قمم الأهداف. فكلما ارتفع سقف الأهداف، كلما علت النفس في سموها.. علينا أن نعي ذلك جيداً.
ومن ذلك أملي.. شتات يلتئم، محبة تتضاعف، عداوة تنتهي، نقاء ينمو، تواصل يدوم، وتقاطع ينقطع.. صحبة خالية من الشوائب “وهذا مُحال“ في ظل ما أبرق لعقلي ولمح لخاطري قول صديق الأدب الأثير في الزمن البعيد، بشار بن برد عن بعض الأصدقاء متقلبي المزاج الذين لا يجدر بنا تصنيفهم كذلك في البيتين الأولين التي سأوردها تالياً، من قصيدته التي مطلعها: جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ.. يقول: 

إِذَا كان ذَوَّاقاً أخُوكَ منَ الْهَوَى … مُوَجَّهَة ً في كلِّ أوْب رَكَائبُهْ 

فَخَلّ لَهُ وَجْهَ الْفِرَاق وَلاَ تَكُنْ … مَطِيَّة َرَحَّالٍ كَثيرٍ مَذاهبُهْ 

وهنا.. التبيان لماهية العلاقة المنطقية والعقلية لمد وجزر الصداقة الحقيقية التي يغلفها التغاضي وحسن الظن والوفاء: 
أخوك الذي إن ربتهُ قال إنما … أربت وإن عاتبته لان جانبه 
إذا كنت في كل الأمور معاتباً … صَديقَكَ لَمْ تَلْقَ الذي لاَ تُعَاتبُهْ
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه … مقارف ذَنْبٍ مَرَّة ً وَمُجَانِبُهْ 
إِذَا أنْتَ لَمْ تشْربْ مِراراً علَى الْقذى … ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

والأمل: هو ذلك الباعث الذي يجعل لحياتنا معنى وهدف تسعى لتحقيقه، في سبيل الوصول للسعادة. وقد جاء في بعض كتب التراث بما يتوافق مع الرجاء وهو مصطلح مشترك بين كثير من الثقافات والديانات. وهناك فرق بين الرجاء والتمّنّي كما قيل: أنّ التّمنّي يصاحبه الكسل، أما الرجاء فهو مع البذل والعمل. 

وواقعي.. يستحيل فيه مثل ذلك، فالحياة مزيج وخليط من هذا وذاك وتلك، وكل صنف فيه الموافق والمطابق والمضاد والشاذ والمتقاطع والمتحد معه. 

ويعرّف الواقع في علم الفلسفة : حالة الأشياء كما هي موجودة. والقارئ العربي يجد تأثير دلالة الفعل الثلاثي على معنى المصطلح: وقع / يقع / وقوعاً. مثل: "وقائع الدهر" على سبيل المجاز ، هنا أوردت مثالاً واحداً من باب الاختصار.. ولَك أن تبحث أكثر.

فيما منطقي.. يتصادم نظريا مع التطبيق، فلا التطبيع ينفع ولا الطبع يفيد دائماً.. كل قوانين وأعراف الحياة الواقعية لا تنسجم معًا لتسيير ركب الأمل المنشود، فمهما سارت حياتنا بمعيار قانوي أو محك اختباري إلا كان له خارق من جنسه..!

أو لسبب آخر أياً كان، مزاجي أو نفسي أو غيرهما.. يجنح بالمخالفة ويُعيدنا لدائرة "تضارب المنطق والواقع" من جديد. 

هنا أذكر.. تصادم المنطق مع الواقع ليس بجديد، ولا المسايرة دائمة المسير، فإن نجحت حيناً لن تنجح كل حين، ولا سن قانون فرد أو جماعة يقيّد الجميع؛ وإنما أحياناً يزيد الفِرق والفرقة في الألفة وإلتقاء القلوب في الدروب.  لذا جدير بالاشارة لمعنى المنطق في اللغة اليونانية القديمة يعني : العقل أو الحكمة.

ويعتبر أرسطو أول من كتب عن المنطق باعتباره علماً قائماً بذاته. ومن أشهر تعريفات علم المنطق ما ذكره الجرجاني: المنطق آلة قانونية تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر.

عموماً .. فالحياة معترك وسجال وسبيل "يوم لك ويوم عليك".. لذا وجب للعموم، قبول المختلف والائتلاف مع المخالف كي تشيع السكينة في زوايا الصراع المظلمة. 

وحتى نضمن هدوء الخارق الغارق بيننا في ميكانيكية التمزيق، ودعوى هواة إثارة النعرات الرنانة، ما من بد من نشر المعرفة والوعي. عندها سنقول أهلاً بالقانون الذي ينبثق من الأبعاد الجغرافية والثقافية والدينية والتاريخية والنفسية والاجتماعية وتفرعاتها، لتنصف الإنسان "أي إنسان" بعيداً عن شرف خيلاء السلالة البشرية. 

متى ما وفِّق مجتمع ما في ذلك، فسيجد مروج الواقع والمنطق تمتد إلى أن تبلغ الأمل "المفقود"، وإن لم تبلغ! فلقد حاول ذلك المجتمع في تأصيل مبدأ مقاربة أصيل.

لمحة: الواقع يخبرنا: القوانين لا تنصف العواطف غالباً.. إن المشاعر والعواطف والأحاسيس ليست معادلة رياضية ولا مُركب كيميائي يمكن قياسه.. هي منتهى التعبير الروحي العفوي في صورة القبول أو الرفض في صورته الأوليّة دون مُؤثر خارجي. 


رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...