الخميس، 15 نوفمبر 2018

ذكريات المطر










المطر: تراقص سحب ..!
المطر: عزف برق ورعد .. 
المطر.. هتان وزخات مطر .. 


المطر : 
السماء ترش من طيبها، .. 
والأرض تمرره بين خصلاتها، ..
وبني الإنسان عاشق مفتون بالعذوبة !


والبَرَد ينشد يقول: 
أنا.. غَزْل البنات ..
أنا .. حلوى الثلج .. 
أنا.. كرات الدلال .. 
اضرب كالزبيب للحبيب ...


 

في لحظة المطر .. 
ينتاب العطشى شعوراً من البهجة يرويهم ، .. 
تكشف الحلوتان (الأرضُ والسماء) عن بديع صنعهما ، .. 
نعومة السماء تغازل جفاف الأرض .. .

في لحظة المطر .. 
تخجل الثرى 
وتبتلّ عشقاً 
وتفوح عبقاً طبقاً غدقاً ..
وتسيل حباً ..

فالمطر قبلات السماء على خد الأرض .. .


على السيّد الحزين:
أخرج وأطلق دموعك في المطر، 
فمن يغسل الأرض ؛ 
لا يَصعبْ عليه محجر العين !
فالنفس تطيب عند رؤى المياه تنساب بين الحجر.



المطر.. المطر.. المطر … 

المَطَرُ يُعِيدُكَ طِفْلًا كَمَا تُحِبُّ .. . 













الأحد، 30 سبتمبر 2018

الشَّهِيدُ مُحَمَّدٌ




مَا بَيْنَ اِنْسِكَابِ الحَنِينِ .. 
وَاِرْتِجَاع الأَنِينِ.. 
دَارَتْ رَحَى الغَبْنِ..
وَوَدَّعَكَ رِفَاقُكَ الأَلف.. 
وَبَكَى آبَاؤُكَ الأَرْبَعِينَ.. 

سَاقَتُكَ الأَقْدَارُ لِغَرْسِكَ فِي حَدِيقَتِنَا.. 
وَحِينَ وَصَلْتَ لِلشَّوْطِ الثَّانِي مِنْ السِّبَاقِ، 
قُلتَ: هَذَا فِرَاقٌ بَيْنَي وَبَيْنَكُمْ ؛ 
وَلِأَنَّك كَقِطْعَةِ غَيْثٍ اِخْتَرْتَ النِّهَايَةَ فِي البَلَلِ.. 

أيَا مُحَمَّدٌ: لَك أُمٌّ وَلَكَ أَبٌ ..
وَتِبْنَاكَ أَشْبَاهُ الرُّسُلِ تَبْجِيلًا .. 
لَمْلَمُوا أَحْزَانَهُمْ مَعَ بَقَايَا شَذَاكَ فِي حَقِيبَتِكَ
وصدَى صَوْتَكَ لَا يَزَالُ يَتَرَدَّدُ فِي رَدْهَاتِ المَدْرَسَةِ، يَقُولُ: 
أَنَا يَا أُسْتَاذ .. أَنَا يَا أُسْتَاذ: 
الطَّالِبُ النَّجِيبُ، وَعَلَيَّ النَّحِيبُ.. 
فَيُجِيبُ الأُسْتَاذُ: أَنَا أَسْمَعُكَ.. أَسْمَعُكَ !
وَلَا أَرَاكَ إِلَّا طَيْفًا مِنْ مَلَاكٍ .. 
الله .. الله مَا أَوْجَعَكَ !

يَا مُحَمَّدُ: 
كُلٌّ سَابِحٍ فِي مَلَكُوتِ اللهِ رَاحِلٌ 
وَكُلُّ عُمْرٍ تَقَادَمَ يَجِيءُ إِلَيْهِ اليَقِينُ آجِلًا.. 
كَانَ غِرًا أَوْ شَيْخًا عَزِيزًا عَلَى بَسِيطَتِنَا.. 
وَإِنْ بَلَغَ سَمَاءَ زُحَلٍ  !

سَمَتْ براءتُكَ بِطُهْرِهَا 
حِينَ لَمْ تُزَيِّفْهَا أَطْمَاعُ الخُلُودِ.. 
وَنَجَّتْ بِنَفْسِهَا نَحْوَ رَوَحٌ وَرَيْحَانٌ.. 
وَشَفَاعَةٌ لمصابةٍ وَمُصَابٍ، لَنْ يَكُفَّا الأَدْمُعَا ..

فِي نِصْفِ شهْرِنا المُحَرَّم ..
خَرَجْتَ مِنْ دُنَّيَانَا مُحْرِمًا .. 
اِصْطَفَاكَ رَبُّ القَدْرِ بَدْرًا كَامِلًا.. 
وَمَنْ مِثْلكَ لَا يُرْضِيه إِلَّا التَّمَامِ.. 

وَكَمْ تَوَسُّلنَا لِلهِ أَنْ تَبْقَى... 
لِأَجْلِكَ.. 
لِأَجْلِ أُمِّكَ ثُمَّ أُمِّكَ وأُمِّكَ..
وصَاحِبًا لِأَبِيكَ وَمُحْسِنًا .. 


وَعَزَاؤُنَا:
لَيْسَ مِنَّا مَنْ بِكَ مِنْ اللهِ ارْحَمْ... .






  • محمد، طفل الثماني سنوات، تلك الوردة ذات العمر القصير جداً، الذي فُقِدَ غرقاً في مسبح مدرسته في يوم الأَرْبِعَاءَ الموافق لـ 26 / 9 / 2018 م - 16 / 1 / 1440 هـ .

الجمعة، 20 يوليو 2018

كأس ومطر


في ليلة المباراة النهائية لمونديال روسيا التي جمعت فرنسا بكرواتيا، تابع بجواري رجل مسن ومخضرم ومحنّك كروياً، جاءت أحاسيسه تقاتل بعضها عند لحظة تتويج المنتخب الفرنسي، قال: بتنهيدة كادت أن تخنقه: كأس ومطر ..! وأخفى الثالثة (وحضن) حكتْ به معالمه ..!
بصوت يكاد يخرج من حبال صوتية أُحيكت بالحرير ..
كان يتصاعد بأنفاسه حين تكشف الكاميرا عن احتضان الرئيسة الكرواتية الأحباب والخصوم.
‏- مَزّق قلبي، كم نحن قساة ؟! - 

ذكر لي: أن خروج ألمانيا ومنتخب آخر أظنه البرازيل أضعف البطولة
‏- للكرة اللاتينية نكهتها، وللبرازيل خصوصاً، ولجيل مارادونا الأرجنتيني بالتحديد، حكايات وروايات محببه، لمهاراتهم ومزاجيتهم أيضا وقع خاص، انهكت الأوروبيين وامتعت غالب أهل الشرق، الآلة الأوروبية الميكانيكية رغم تفوقها تبدو مزعجة. -

وقف مستعجلاً وكأنه أباح بمالا يُباح، وخرج وفي نفسه كلام، واستغل لحظات توجهه للخارج بتصويب نظراته نحو الشاشة، ثم استدار تجاه البث فوضع كلتا يديه في مخبأيه، وفحص آخر مشاهد المونديال بعينيه جيداً، حتى استلم هوغو الكأس من جياني، فمدّ لسانه بحركة صبيانية أطلقها وأقفل إلى سبيله

كانت قوامه قصيرة بعض الشيء ويكتنز وزناً متوسطاً، ووجهه المستدير وشيباته اللامعة ولون بشرته الحنطي المشرب بحمرةِ تفعاعلاته اللامتناهية مع الحدث، تدفعني جميعها؛ لتأكيد أن منتخبات العالم الثالث أتت لتمدّ ألسنتها خارج أفواهها، كحركات طيش الصغار أمام أقرانهم، كنوع ِمنْ؛ نحن هنا فيكأس العالموأنتم لازلتم هناك في مكان سحيق.


أحببته جداً ولا عِلْمَ لي إن أحبني أو لا .. لعلني ألقاك يوماً وقد عرفتك وعرفتني

رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...