الخميس، 10 يونيو 2021

الحجر بالعشر




كان الدافع لتدوين تجربتي مع الوباء ونشرها بعد التعافي -بحمد الله- رفع نسبة الايجابية في التعاطي مع الجائحة، ربما يطالعها من يستفيد منها كما انتفعت من منشورات آخرين، (لم تكن أبداً لاجترار التهنئة بالسلامة، وإن كانت تنم عن فضل وحمد لا استطيع مجاراته من أعزاء كرام). 


الحجر وليال عشر، أقسم بالله أنه لأمر ضجر وليس بالقبول السهل.. كسجنٍ في بطن حوت! ظلمات من كل جانب .. يُنيرها حسن التصرف بعد عناية الرحمن.

تنام وتصحو بلا يقظة، تكتب، تقرأ، تسير في نفس المكان، هي أيام عشرة، هي أيام عَسرة، هي أيام عُسرة، قلق.. لا أحد يُريدك، لا تُريد أحداً، الوباء الذي في أنفاسك قد يقتل إنساناً، يزداد الصرعى والحالات الحرجة حولك في العالم.. تستبقيك نفحات الإيمان الروحية ونسمات الوفاء والمحبة الصادقة. 

التواصل بالصوت والصورة من خلال برامج الهاتف المحمول يكسر بعض القيود في هذه الأيام المعدودة.. مَنْ كان له هواية يمكن ممارستها فلينصب إليها.. أو أوجد لك عملاً بسيطاً تتقنه وانصرف إليه.. متابعة التلفزيون واليوتيوب ومواقع التواصل وغيرها أيضاً تقضي على رتابة الوقت.. ممارسة الطقوس الدينية تأتي بأثر نفسي كبير.. أمامك مساحة للتحرك الذاتي؛ لتأخذ مسافة تبتعد فيها عن جلد الذات وسوء المصير. 

من كان في عزلة خارجة عن إرادته يحتاج للمداراة والملاطفة فأكرموه بالكثير منها. 


كوننا في هذا الدنيا أياً كانت نوعية العلاقة بيننا، خُلِقنا لنتكامل، ما يعلمه البعض لا يحيط به خبراً بعض آخر في محيطنا الإنساني الكلي.


كونك بشر من ضمن البشر، يصيبك ما يصبهم.. لستَ في مأمن من شيء، هناك غِطاء من لطف الخالق يجعلنا نرفل في نعم لا ندرك سموّها وعِظمَ مدبرها إلا في لحظات فقدان البوصلة الذاتية حين يتحوّل المُتاح إلى مستحيل.


رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...