الجمعة، 11 سبتمبر 2020

الشلهوب.. سيّد الملاعب


جاء عرافاً للملاعب ..

جاء للقلوب يداعب ..

غادر حين حطّم كل المصاعب

غادر بعد أن حقق كل المطالب ..


ابن بندر وأبو البندري فارس بني هلال.. 

يكفيك من تواضعه.. ابتسامته!

يكفيهم من روحه.. بطولاته!

يكفيه من شلهوبيته.. محمديته!

يكفينا من بحرهِ.. زُرّقتِهِ!

كفانا من المجد.. ابجديته!


هناك امتزاج عجيب بين جاذبيته ورقم عشرة.. 

كان رقم عشرة عليه أبهى، عليه أزكى، عليه أسمى، عليه أمضى.. عليه وسعديه أحلى ... 


لو أنَّ لكرة القدم من خيار للاعتزال لاعْتزلت مع سيد الأخلاق.. محمد الشلهوب !

لم يلاطفها أو يغمز لها أو يعْبر بها أحد كما فعل المحبوب الموهوب!

أظنها تُضيع الفرصة الملائمة للوداع ..! 



ما كان لهذا الفِراق أن يكون إلاّ لأنه القدر يا رفيق البطولات!


الصورة من حساب نادي الهلال على تويتر. 

الاثنين، 24 أغسطس 2020

أين أنت يا إبراهيم ؟


قبل سنوات عديدة لمرضٍ ما رقدت في مستشفى الملك فيصل (الششة) بمكة بضعة أيام، يُقال بأنّ عمري وقتذاك ثلاثة أعوام، وسط ذاكرة متقطعة كان يرقد بجانبي شقيّ مثلي اسمه؛ إبراهيم، مر العمر ولازلتُ اتذكره.. تُرى ماهو حالك يا (هيما)، وكيف هي رحلتك مع الأيام؟.. ووالدك الطيّب (صاحب الكرسيدا) ما حاله؟
أتذكر عارضيه السوداوين المُزيّنة بالبياض الطفيف، كان يرتدي ثوباً، حاسر الرأس، أسود الشعر، قصيره، دون تصفيف مُتكلِّف! 
عند خروجنا من المشفى معاً اقتعدنا المقعد الخلفي، لعبنا بالمخدتين التي توضع للزينة على الطبلون الخلفي وتقاذفناهما بيننا، طالعنا السيارات التي تسير خلفنا، وضحكنا .. 
كان أبوانا يتجاذبان الحديث باحترام كبير، أوصلانا لسيارة أبي ثم غادرا من مشهد حياتينا إلى اليوم الذي أخط فيه من عبق الأيام شذاها.. 
بعد أن ودّعناهما امتطينا سيارتنا عصر يوم من أيام أم القرى، جلست وأبي على طاولة ومقعد خشبي بمطعمٍ شعبي.. تناولنا طعاماً وشراباً لا تلم ذاكرتي به، وتشاركنا بلعب الطقطيقة (الصرقيعة).. 
كان والدي يرتدي ثوباً سكريًا بكمين مغلقين عند معصميه بزرارين من نفس اللون ويعتمر عمامة حمراء ...
بعدها تقطعت السبل بذاكرتي لا أدري ما قبلها وما بعدها على وجه التحديد أو الترتيب، هذه اللحظة كشَرَك وضع لقطاةٍ أصطادها دون سرب من المواقف.. 

أرجو أن تصل رسالتي إليك يا إبراهيم .. 
إن أصعب شيء في البحث، أن تبحث عن ذاكرة لم تنسَ صورة التقطتها ذاكرتك وحفِظتها.. وربما لم تلقَ العناية مثلها من الآخر.. وربما كان أصغر من تختزن ذاكرته براءة الأطفال .. 

من يعرف؟ ربما يجمعنا ذات مشفى لأمراض الشيخوخة! ، فالقدر الذي جمعنا صغاراً نضحك للأيام لا يُعجزه أن يجمعنا ونحن نستودع الدنيا بكهولةٍ كريمة.


الثلاثاء، 16 يونيو 2020

القصر الملكي



في البدء كلمة: 
    أحيانًا سعادتنا تُبنى على تضحيات من حولنا، السعادة ليست نشوة فرح تعيشها في لحظتها فقط، وليست دِينًا تعتنقه وتعلن الخلاص من سواه، ولا شيئًا تبتاعه أو تستعيره أو تأخذه منحة، من صور روعتها، تكون على شكل قطعة حلوى تُمْسك بها أنامل طفل.. 
إذن هي ليست بالأخذ، ولا الأخذ وحده يبعث شعور الرضا، تلك أنانية قصوى، فالعطاء له لذّته في وسط جميعه يحتضن الجميع في المدلهمات، ويباركون بعضهم ساعة البهجة، وبينهما يسيرون كجيش يقاوم معارك الأيام المنهكة.. 
ذلك لا يعني أن تتملكنا المثالية، يكفي ألا نتندر على بعضنا من باب التقليل من الآخر مهما بلغ من شأن. 

من يملك أو مَلك أمًّا وأبًا ولطفاء معشر كانت له الحياة. 



أ

    الأمهات، مجاميع ضعف يمنحن قوة!‬
‫عندما يضحكن يعطين الفرح في دنيا شاحبة، حين يبكين ينكسر العالم، ‬وساعة يرضين تشق براعم الزهور طريقها وسط الصخور!
وحين تموت الأم تموت النساء دفعة واحدة!



ب

    الآباء، حدائق خضراء يحيط بها خندق نار!
عندما يشْقون يُمهّدون الأرض، وحينما يستيقظون يتبدّد الظلام، وفي سويعات نومهم لا كبد جائعة في الدار! 
وساعة يمرضون يهتز عرش الدنيا!
وحين تغمض أجفان الأب للأبد ينسحب البساط وينقشع الغيم بطلقة واحدة! 



ج

    الاخوة، أضلاع استقامة وتد ظهرك!
عندما يجتمعون يتعطّر الأفق برضا الوالدين، حين يسيرون على منهاج يكون الفلاح، هم حائط الصد الأوّل من الخيبات، لست وحيدًا بهم!
عند خلافهم، تسقط كل قوانين الشرف على الأرض!
عند فقدهم، تنسلخ الكبد! 



د

‫    أصدقاء المواقف مرآتك مع مرور الأيام، أقرباء المواقف لا يُدنّس حرمتهم ألف سبب وسبب، زملاء المواقف نقابة تبعث على طمأنينتك، جيران المواقف حينما يكون الجار قبل الدار واجبًا متحققًا.. هؤلاء عالمك !‬

‫إن صفا لك واحداً من كل طرف، تربعت على العرش ملكاً!


الأربعاء، 10 يونيو 2020

ثمة فراغ موحش


‫إلى المساحة الشاغرة التي لا يملأها كل تواصل..‬ 
إلى النقص الذي لا يتمّه سؤال المحبين، ولا حتى عداء المعادين..‬ 

إلى المكان الذي لم يُدركْ ولم يُتركْ!
إلى المنطقة الحرّة.. 
‫ إلى الفراغ من كل شيء ..‬
‫إلى الفراغ في كل شيء..‬ 

‫إلى كل شيء تغيّر طبعه وتغيرنا..‬
إلى الآخر الذي نظنّه السبب!
إلى الأنا التي تعتقد البراءة من الخطيئة!
إلى السواد.. إلى الدنس ..
إلى البياض.. إلى النقاء .. 
‫إلى الصور التي انتهت إليها طبائع الكون..‬
إلى الأيادي التي لم تعد تمتد.. 
إلى الأعياد التي حضرت بالاسم..

إلى اللاشيء.. من اللاشيء‬ .. 

‫كفى من التزييف فنًا، أن لا يمتلئ وعاءنا من الأحلام ..!



الجمعة، 5 يونيو 2020

خيفٌ من حجاز الله



كالعربي القديم قديمٌ 
أقفُ على مواطنِ الأطلالِ !
أقولُ للدماءِ التي في عروقِنا ؛ 
ليتَ للرملِ لسان 
وتردّ مداه بنات الجبالِ 
فيعود الطيرُ مشتاقًا بيننا للغناءِ .. 

هناكَ تحت ظلالِ النخيلِ والماءِ الذي يسيرُ 
لازالتْ في الأعناقِ بيعةً
والرُّوحُ في وادي الغضا جمرًا تتلهبُ ..
حين كانَ السَّلمُ يُسلّمُ 
والمرخُ مرتعًا للإبلِ بهِ تتصبرُ ..

بانتْ مواجعُنا على الحمّيضِ نقطِفُها ، 
منْ حرِّها يستوي شواءَ الفقعِ ومثلهِ قلوبنا تتفجرُ..

هنالكَ العمرَ ربيعاً 
في نشوةِ الصغرِ ..
نتنقلُ 
كالكاعبِ الحسناءِ
بشقاءِ الطفولةِ التي مضتْ نتجمّلُ .. 
ومضى حنين الأطفال رحى تطحنُ ..

هو الدهر يُقلّب فواجعهَا ، تألّمنا ، 
كلما نضج حيُّ فينا.. عادَ للآخرِ حينا ..

خيفٌ منْ حِجازِ اللهِ أندَى مرابعنَا 
وهمج آبارها زمزمَ دمْدم عِيشَتَنَا 


صحراؤُنا
تَلقَّنَّا الصَبْرَ مَعَ تَلْقَّمِ تمرِهَا 
والصِبْرَ دواءَ الأيَّامِ لو كان علقمُها ..


الأحد، 31 مايو 2020

التكاثر في القرن القادم



التواصل القادم.. صوري !‬
‫أن تلتقي بإنسان على أريكة مُقابلة، ذلك من حكايا العصور الموغلة في القِدم.. ‬
‫رواية ربما تحكيها العصور القادمة ! ‬
ربما يناقش العلماء مسألة بقاء النوع البشري وحفظه من الانقراض أمام المد الوبائي.. 
ربما يمتلكن النساء زمام هذا النوع من المبادرة من خلال حُقن وأنابيب ..، ويسدلن الستار على نظام الرجال البائد، ويكن لهن القوامة الكاملة اسماً ومعنى؛ لمن يدفع أكثر، ممن يريد لشجرة عائلة أن تمتد إلى أبعد مدى، لتصل إلى زمن لاحق.. 
أو ربما عن طريق رحمٍ صناعي يتم فيه الحمل ونمو الجنين، في الإصدار الحديث من البشر، عن طريق ذبذبات واشارات باتصالات الجيل العشرين (20G)، يختار الذكور والإناث من الأجنة ما يحقق رغباتهم ..
حتى نصل للتربية والتنشئة في حضانات مُدعّمة بالذكاء الاصطناعي، وينتقل من طور إلى طور.. إلى أن يصبح إنساناً كامل البناء... ويكوّن حينها صداقاته عن نحو تقني متطور. 
لا أعلم، ما إذا كان ذلك سيحدث في المستقبل؟، أو هو جنون، هلع، أم هي لوثة أصابت التفكير من فيروس (كوفيد 19، كورونا) الذي انطلق من الصين وغزا العالم كله في الربع الأول من القرن الواحد والعشرين.

الجمعة، 29 مايو 2020

عرب كورونا..

 عرب كورونا.. ابن مشعان ومطلق ومعيض


    مقاطعة العلاقات بعمومها التي حدثت في عهد ⁧‫كورونا‬⁩ من المفترض أن تعيد الأمور إلى نصابها، ونبدو لبعضنا كغرباء.. ‬ونعود نتعرّف على بعضنا من جديد، على الأقل الذي حدث معه توتراً في الفترة السابقة وتصبح: (صافية لبن، حليب يا قشطة)! 
وأمنعونا من قصة؛ هذا معدال لي (معدالي) وهذا معدال لك (معدالك) والوعد عند ابن مشعان، ففي الدولة مراكز شرط ونيابة ومحاكم مهيأة لفك اليدين من الحلوق! ثم أيضاً .. تلك أشياء تتنافى مع المدنية الحديثة، وتستجلب حركات عدائية سابقة في عهد سابق مناهضة لحركة السلام الاجتماعية التي ينبغي أن تسود، حتى نصل إلى داحس والغبراء، ثم من يطفئ نار الثأر إذا هاج وسط العربان، والله ثم والله إن المسألة عويصة! 
الكثير منا أعتزل وانعزل حتى وصلنا من الوسوسة نجيد عمل دورين ومشهدين مختلفين لممثلٍ واحد بإتقان تام، كتلك التي نراها في الأعمال الدرامية التي يكون البطل فيها مُنتجاً!
فرِئَة المساحة المتاحة لم تعد تتسع لصبر أيوب، من قِبل الناس ومن الجهات الحكومية وحتى الخاصة ذات العلاقة التي أبلت بلاءً حسنا ..

    مهم، مهم جداً: أن لا نعود نسأل بعضنا تلك الأسئلة المباشرة ذات الطابع السيامي باللقافة والتطفل، ما أسمك؟ ‬كم عمرك؟ ماذا تشجع؟ أين تسكن؟ من أي مدينة؟ كم راتبك؟ متزوج؟ زوجتك تقرب لك؟ لديك أولاد؟ مستأجر أم مالك؟ ما صلة القرابة بينك وبين مدير الإدارة؟ أو من طرف الجماعة؟ 
تلك استجوابات محقق، وبعضها حتى المحقق في قضية جنائية لا يسألها في اللقاء الأول.
الود لا يأتي جوابًا بالمباشرة، الود وكل الإجابات تجيء مع الأيام، مع المعاشرة يا كرام! 
دعونا نتسم باللطافة، باللياقة المناسبة، بترك الناس وشؤنهم، قبل أنّ نعقّب على أفعالهم أو أقوالهم نتذكّر هذا القول ونُردده بين بيننا: ليس لي علاقة في ذلك، هم وشأنهم! 
وإن سألنا، لعلنا نستفهم بعبارات رشيقة تلك التي على هيئة (الكاجول) الرسمية وروح التحضر!
هل أتيتم إلى هنا من أجل العمل أم سياحة؟ ما المَعْلم الرئيس في هذه البلدة؟ هل لك سابق معرفة برئيس البلدية الوقور ذاك؟ أم المسألة لا تتعدى تشابه أسماء؟ 
فمرحلة الاغتراب واحتباس الحشرية في زمن الوباء من المفترض أنها طوقتنا بانسداد تام لكل مسام التدخل فيما لا يعنيننا! ومن المفترض أيضا أن يُرافقها نوع من الرقي العام. 

ومهم جداً كذلك، ألا نعود لقصص فنجانك غير مشروب بين المتخاصمين، وعلى شيخ العشيرة أن يتقبلها بكل روح رياضية، والذي لا يريد الفنجان يأتي له بكأس العصير أو البوظة بنكهاتها المتعددة (الآيس كريم)، ومن يريد مقاطعة الحفلات بدعوى أنهم لم يمتدحوه في شيلة صاخبة...!، على الشيخ أن يأتي له بالطبلة والرقاصة وشغل السينما وثلاثي الأبعاد الحديث.. 
ويا دار ما دخلك شر، فالمرونة وحس الدعابة مقدّمة على الحنكة والحكمة وبعد النظر، بل هي بعد النظر كله! 
لأن ذلك من أوسع أبواب إلتهام الغطاء النباتي عالمياً، فالقضية تبدأ من الفنجان وتنتهي بالمفاطيح، فنحن جنينا على مواشي قارة أفريقيا، وانتقل تجارنا يستطلعون الأمريكيتين وأوروبا، بعد أن وجدوا أن أغنام استراليا لا تُبيّض وجه مطلق وجماعته عند معيض وابناء عمومته، في بقعة ما مهملة من الكرة الأرضية ولا تجد لها موقعاً إحداثياً على التطبيقات الإلكترونية الحديثة. 

فالمجتمع والدولة والعالم بأسره عائدون من تحدٍ كبير شكّل خطراً على صحة البشر وهؤلاء يمارسون اللعب على أوتار المراجل المكذوبة..!
بأفعالهم تلك سيقضون على الموارد … ؛ حتى لا تقضي الأجيال القادمة حياتها على سوء التغذية ويقولون في حقِّنا جوج ومأجوج مروا من هُنا.


"معالجة باسمة، والأكيد فيها مُبالغة، تقبّلها وتداولها برحابة صدر.. ليس إلا... مودتي"

رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...