الجمعة، 29 مايو 2020

عرب كورونا..

 عرب كورونا.. ابن مشعان ومطلق ومعيض


    مقاطعة العلاقات بعمومها التي حدثت في عهد ⁧‫كورونا‬⁩ من المفترض أن تعيد الأمور إلى نصابها، ونبدو لبعضنا كغرباء.. ‬ونعود نتعرّف على بعضنا من جديد، على الأقل الذي حدث معه توتراً في الفترة السابقة وتصبح: (صافية لبن، حليب يا قشطة)! 
وأمنعونا من قصة؛ هذا معدال لي (معدالي) وهذا معدال لك (معدالك) والوعد عند ابن مشعان، ففي الدولة مراكز شرط ونيابة ومحاكم مهيأة لفك اليدين من الحلوق! ثم أيضاً .. تلك أشياء تتنافى مع المدنية الحديثة، وتستجلب حركات عدائية سابقة في عهد سابق مناهضة لحركة السلام الاجتماعية التي ينبغي أن تسود، حتى نصل إلى داحس والغبراء، ثم من يطفئ نار الثأر إذا هاج وسط العربان، والله ثم والله إن المسألة عويصة! 
الكثير منا أعتزل وانعزل حتى وصلنا من الوسوسة نجيد عمل دورين ومشهدين مختلفين لممثلٍ واحد بإتقان تام، كتلك التي نراها في الأعمال الدرامية التي يكون البطل فيها مُنتجاً!
فرِئَة المساحة المتاحة لم تعد تتسع لصبر أيوب، من قِبل الناس ومن الجهات الحكومية وحتى الخاصة ذات العلاقة التي أبلت بلاءً حسنا ..

    مهم، مهم جداً: أن لا نعود نسأل بعضنا تلك الأسئلة المباشرة ذات الطابع السيامي باللقافة والتطفل، ما أسمك؟ ‬كم عمرك؟ ماذا تشجع؟ أين تسكن؟ من أي مدينة؟ كم راتبك؟ متزوج؟ زوجتك تقرب لك؟ لديك أولاد؟ مستأجر أم مالك؟ ما صلة القرابة بينك وبين مدير الإدارة؟ أو من طرف الجماعة؟ 
تلك استجوابات محقق، وبعضها حتى المحقق في قضية جنائية لا يسألها في اللقاء الأول.
الود لا يأتي جوابًا بالمباشرة، الود وكل الإجابات تجيء مع الأيام، مع المعاشرة يا كرام! 
دعونا نتسم باللطافة، باللياقة المناسبة، بترك الناس وشؤنهم، قبل أنّ نعقّب على أفعالهم أو أقوالهم نتذكّر هذا القول ونُردده بين بيننا: ليس لي علاقة في ذلك، هم وشأنهم! 
وإن سألنا، لعلنا نستفهم بعبارات رشيقة تلك التي على هيئة (الكاجول) الرسمية وروح التحضر!
هل أتيتم إلى هنا من أجل العمل أم سياحة؟ ما المَعْلم الرئيس في هذه البلدة؟ هل لك سابق معرفة برئيس البلدية الوقور ذاك؟ أم المسألة لا تتعدى تشابه أسماء؟ 
فمرحلة الاغتراب واحتباس الحشرية في زمن الوباء من المفترض أنها طوقتنا بانسداد تام لكل مسام التدخل فيما لا يعنيننا! ومن المفترض أيضا أن يُرافقها نوع من الرقي العام. 

ومهم جداً كذلك، ألا نعود لقصص فنجانك غير مشروب بين المتخاصمين، وعلى شيخ العشيرة أن يتقبلها بكل روح رياضية، والذي لا يريد الفنجان يأتي له بكأس العصير أو البوظة بنكهاتها المتعددة (الآيس كريم)، ومن يريد مقاطعة الحفلات بدعوى أنهم لم يمتدحوه في شيلة صاخبة...!، على الشيخ أن يأتي له بالطبلة والرقاصة وشغل السينما وثلاثي الأبعاد الحديث.. 
ويا دار ما دخلك شر، فالمرونة وحس الدعابة مقدّمة على الحنكة والحكمة وبعد النظر، بل هي بعد النظر كله! 
لأن ذلك من أوسع أبواب إلتهام الغطاء النباتي عالمياً، فالقضية تبدأ من الفنجان وتنتهي بالمفاطيح، فنحن جنينا على مواشي قارة أفريقيا، وانتقل تجارنا يستطلعون الأمريكيتين وأوروبا، بعد أن وجدوا أن أغنام استراليا لا تُبيّض وجه مطلق وجماعته عند معيض وابناء عمومته، في بقعة ما مهملة من الكرة الأرضية ولا تجد لها موقعاً إحداثياً على التطبيقات الإلكترونية الحديثة. 

فالمجتمع والدولة والعالم بأسره عائدون من تحدٍ كبير شكّل خطراً على صحة البشر وهؤلاء يمارسون اللعب على أوتار المراجل المكذوبة..!
بأفعالهم تلك سيقضون على الموارد … ؛ حتى لا تقضي الأجيال القادمة حياتها على سوء التغذية ويقولون في حقِّنا جوج ومأجوج مروا من هُنا.


"معالجة باسمة، والأكيد فيها مُبالغة، تقبّلها وتداولها برحابة صدر.. ليس إلا... مودتي"

رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...