الجمعة، 11 مارس 2022

تعب مؤجل

 
    يؤثر البعض ترحيل التعب لمراحل قادمة، الاسبوع القادم، الشهر القادم، السنة القادمة، حينما يكبر الأولاد.. حين تنتهي الأقساط!
نحسب أن الوصول للراحة مرحلة متجاوزة لكل شيء، من ألم الصُداع وحتى أشد العمليات الجراحية وجعاً وأقل أملاً في الشفاء!
لا توجد راحة ولا شقاء متصل، هي نقاط، هي أغلال، هي أوهام تنصرف نحوها كل حواسنا وتحدياتنا ومقارناتنا ومقاوماتنا وفق طقوسنا البيئية.. لم يسعنا الإلهام في تجاوزها!
معارضة الأقدار الضمنية هي صراع داخلي ليس له علاقة بالإيمان؛ إنما هي صِدام مع القدرات ومحاولة عبثية لصيد الأحلام على طريقة لا يمكن تحتويها، كمحاولة اكتساب الضدين (النوم واليقظة) في لحظة واحدة! 
إننا نُطلق مجازاً (بيت الراحة) على مكان قضاء الحاجة، وذلك يعني من حيث ندري أو لا ندري؛ الراحة جزء أصيل من اليوم … 
ربما ينظر شزراً للراحة من يعاني؛ على أنها فواصل تَقلّبه على جمر غضا الأيام، وذلك على أية حال -رغم خطئه- أفضل حالاً وبكثير ممن ينظر للترويح على أنه مرحلة أخيره تسبق الموت!
إن مقاومة التعب والإرهاق والسهر والسفر، من علامات الجدة والنبوغ والتطلّع للأفضل، إن كانت لها مدى مُنتظر، ومؤشرات في الأفق للنجاح، وفيها عيش هنيء.. 
نحن المسلمون، ندعو الله دائماً:
(اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة …)
ليست كل أحلامنا آنية ولا مؤجلة، نرجو تحقيق ماهو حقيق بالأرض على سطح الدنيا، وماهو خليق بالسماء في الحياة الآخرة.

رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...