الجمعة، 7 أكتوبر 2022

الغِلال والأغلال والاستغلال


لقطة من مسلسل طاش ما طاش على شاشة mbc



    بعد حرب روسيا وأوكرانيا، وجد الجشعون مبرراً لارتفاع الأسعار غير ارتفاع مستوى أطماعهم، ارتفاع سعر الأعلاف! 
يرتفع سعر بسكويت النخالة أو التمر.. لا يُحرّكون ساكناً إلا بقول؛ الحرب رفعت أسعار الأعلاف! 
ويضيف أحدهم -وهو لا يرفع بصره عن حسابه المصرفي وقد انسدلت عمامته من خلف أذنيه- والملاحة العالمية في خطر! 
هُنا .. تجد نفسك في مشكلة مركبة وإصرار على تفاقمها، ما لها طب! 
خصوصاً ذاك الشبح الفتاك، شبيه أبو نزار في طاش ما طاش، خطر على السوق العالمية برمّتها..
ولو تُرِكَ لبعض تجارنا الحبل على الغارب، لأوجدوا ندرةً حتى في أوراق الفواتير وسوقاً سوداء لها أيضاً بذريعة احتراق الغابات! 
ولازلت أُحذّر من "شبيه صويحبي حسبي عليه" .. 
الذي يثير الشجن، أنّ الوفرة لم تصنع فرقاً في السعر لصالح المُستهلِك.. فقط أزمات متوالية تؤكد أو تشير إلى أزمة عالمية قادمة.. أو محتملة! 
يُشعرك أبو نزار وأقرانه أنهم تجّار من نوع نادر، ولولاهم لم تجد البضائع رديئة الصنع رواجاً.. تلك الحقيقة التي تزعجهم، لكنهم يصدحون بالصوت الشجي: "لكل شراي بضاعة وسوقي!".
نحمد الله أن تجارنا ليسوا ركائز أساسية في الصحة والتعليم.. وقد كفتنا وكفتهم خير ذلك وشره الدولة، وإلاّ تفشى الجهل والوباء والغلاء وانعدام الدواء، كلما أُطلِق صاروخ أو سقطت طائرة.. أو حتى وقعت مشاجرة جماعية! 
قاطعو طرق القوافل، تجار الطوارئ الذين يطربهم حِداء الأزمات، يجدون في الحرب والأعلاف نغمة جديدة بعد الجائحة والحظر، حتى يصادقون على المثل القائل: مجبر أخاك لا بطل!


رسالة إلى أخي الأكبر

إلى المولود المفقود في شجرة عائلتي.. إلى أخي الأكبر الذي لم تنجبه الأيام، إلى الآلام التي ما برحت تعبث في الأحشاء، إلى كل شيء تمنيته وحدث ما...